حاجة

أن تكون حاجة
وليك الناس محتاجة

ساعة واحدة ... أمومة


لا أعلم لماذا كان بداخلي شيء يمنعني من الفرحة الكاملة بهذا النبأ الذي كنت انتظره.... ففي أول لحظات علمي بوجوده بأحشائي سعدت وفرحت ولكن شيء ما بداخلي يعكر صفاء هذه الفرحة !!!!


أدركت من الاختبار بأني حامل !!! أول ما تبادر إلى ذهني لحظتها .. هل يستمر هذا الحمل أم لا؟!
أعتقد أن السيدات التي تعلم بخبر حملها تسعد وتفكر هل سيكون المولد ولدًا أم بنتًا ؟ ماذا نسميه ؟ إلخ من الأسئلة المنطقية التي تراود أصحابها.

أما أنا لا ... لم تنتابني هذه الأسئلة . السؤال الوحيد الذي سيطر علي طوال ثلاث أيام بعد معرفتي بالحدث هل سيستمر ولدي ؟! هل سيخرج إلى الحياة ؟! هل سأراه.

في اليوم الثالث جاءت الإجابة عندما رفض جنيني المكوث بأحشائي مفضلا الفرار ( من أولها ) !!!
أسرعت إلى طبيبتي استجديها ان تنقذ جنيني، بعد إجراء الفحوصات والكشف طلبت مني الراحة التامة والنوم على ظهري.

و اثناء فحصها لي لتبحث عن جنيني هل مازال مستقرا بأحشائي أم فر مني؟!! كنت اشك انها ستجده و لكنها وجدته وطمأنتي بوجوده وأشارت إلى نقطة على شاشة السونار وقالت: ها هو ...
لم أرى شيئًا. ولكن حمدت الله على أنه مازال موجودًا.

وذهبت في رحلة راحة إجبارية امتدت ثلاثة أيام أخرى وجنيني رافضًا اي استجابة ومصر على الفرار والهرب. توجهت مرة أخرى إلى طبيبتي لتجري فحوصًا أخرى.

فأنا أشك بأنه مازال موجودًا ولكنها بعد فترة طويلة من البحث والتدقيق بشاشة السونار وانا اسأل كل دقيقة .. ها .. ها ...
قالت لي ها هو .. لقد كبر ولكن نبضه ضعيف
وقتها فقط شعرت بالأمومة وشعرت بشفقة كبيرة تجاه جنيني ونبضه الضعيف ولكن اخبرتني طبيبتي انها تشك في امر ما لذلك طلبت مني التوجه سريعًا إلى طبيب متخصص في الأشعة والسونار للتأكد من ما تشك به.

أقلقني الأمر جدًا !!!
اسرعوا بي الى الطبيب الآخر لعمل السونار ليرى الأمر !!!
وبعد فترة من الفحص والتدقيق قال لي كله تمام ..
قلت له جنيني بخير؟
حملق بي مردد... جنين ؟؟!!
لم يعد هناك جنين ولكن كله تمام !!!
لم يعد هناك جنين ؟!!!!
كيف ؟!!
لقد شاهدته طبيبتي من دقائق وأشارت لي على السونار.
وسألت الطبيب ما هذا إذن وأنا أكاد أخرم شاشة السونار
أخبرني متعجبًا هذا المبيض وليس جنينك!!!
قلت له طبيبتي أخبرتني أنه قد كبر ولكن نبضه ضعيف.
سخر قائلاً نبض!!!
الجنين لا يظهر نبضه قبل ستة أسابيع
تذكرت وقتها ان عمر جنيني حينما كان ساكنًا بأحشائي شهر واحد فقط أي أربع أسابيع.
حمدت الله وقلت قدر الله وماشاء فعل ورددت : اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
ولملمت أشعاتي وأوراقي وفحوصاتي وكل ما يدور برأسي أنني شعرت بالأمومة عندما غادرني جنيني ولم أشعر بها أثناء وجوده.

لم أنعم بأكثر من ساعة بالشعور الجديد ولكن هي إرادة الله.


من كل شيء


اشعر بالضجر

اشعر بالملل