الأبوة .... والحنان !!



أعظم معنى يجسده الأب - من وجهة نظري - هي مشاعر الحنان والعطف على الأبناء فالأبناء في حاجة دائمًا إلى أن يشعروا بالدفء والطمأنينة والحنان بين أحضان أبيهم ليستعيضوا بهذه المشاعر والعواطف عن قسوة الزمن الذي نعيشه والظروف القاسية التي تحيط بنا من كل جانب سواء كانت على المستوى المادي أو الثقافي أو الاجتماعي.فالحنان من أكثر الأشياء التي يبحث عنها الأبناء في والدهم فما أجمل من نصيحة للأب تحيط بها مشاعر فياضة من الحنان والحب والعاطفة بعيدًا عن الصراخ واللوم والضرب - أحيانًا - الذي يتبعه الكثير من الآباء في هذا العصر معتقدين أنه الإسلوب الأمثل في التعامل مع أبنائهم.يؤكد الدكتور محمود سعيد مهدي أنه الأكثر تأثيرًا في نفوس الأبناء هو الأثر السلبي لعصبية وقسوة الأب ويترتب على ذلك ضعف ثقة الأبناء في أنفسهم وضعف في تحمل المسئولية وغير ذلك من المشكلات الأخلاقية كالكذب نتيجة خوفهم من عصبية وقسوة الأب، ويضيف الدكتور مهدي: على الآباء أن يعتمدوا على الحوار كأسلوب للتعامل مع الأبناء وأن يكون الحوار قائمًا على الود والحنان والرحمة، والهادف إلى تحقيق مصلحتهم فالأب بالنسبة لأبناءه قدوة يتعلمون منه الأخلاق والسلوك فعليه أن يكون خير قدوة، انتهي كلام الدكتور مهدي.للأسف لم يعد الآباء يتحدثون مع أبناءهم فيما يخص حياتهم اليومية -للأسف - يعود الأب من عمله مرهق ليتناول طعامه ثم يخلد إلى النوم بعد أن يشاهد مبارة كرة القدم أو نشرة الأخبار ولم يعد هناك وجود للجلسات الحميمية بين الآباء والأبناء والتي يتجاذب فيها الأبناء الحديث مع أبائهم يحكون لهم ويشتكون ويتذمرون ويضحكون ويفرحون ويسألون ويجيب الأب معطيًا نصائحه وتجاربه وتعليقاته على مواقف أبناءه اليومية علاقة إنسانية رائعة اختفت من حياتنا!!! فالأب الآن اختصر دوره في العمل والإنفاق على البيت وتوفير متطلبات الأبناء المادية. لا ننكر أهمية هذا الدور بالطبع ولكن نؤكد على أهمية الحنان والتواصل الإنساني مع الأبناء قبل التواصل المادي !!فكم من آباء خسروا أبناءهم فهم يعتقدون أنهم بانشغالهم طوال الليل والنهار بالعمل لتوفير وتأمين مستوى مادي لائق لأبناءهم أنهم قاموا بواجبهم على أكمل وجه ولكن للأسف تكون هذه الأموال هي الآفة التي تقتل أبناءنا!!!!وقد يحرم الأبناء من حنان الأب نتيجة انفصال الوالدين ويتمزق الأطفال بين الاثنين حيث يقول أحد الأبناء لموقع نفساني: " مشكلتي إني حرمت من حنان الأب من 26 سنة، والدي لم يمت ولكنه انفصل عن والدتي قبل أن أرى نور الحياة، لدي ميول للأشخاص الكبار في السن، وأتمنى أن أقبلهم وأضمهم واستمع إليهم، بعكس والدي عندما أقابله لا أهتم بمقابلته ولا إميل إليه بمعنى إنني لا أحبه ولا أكرهه، ويتساءل الشاب في نهاية رسالته كيف أروي عطشي من حنان الأب؟ وهل ينفع في هذا العمر، أم أن الأمر قد انتهى وفات؟!انتهت رسالة الشباب ..!! هل يعقل أن نجعل أبناءنا يصلون إلى هذا الحد أن يتسائلوا كيف نروي عطشنا من حنان الأب؟!! أب على قيد الحياة حي يرزق ويشعر ابنه بالوحدة ويفتقد الأمان والحنان؟!!!! فهل ينتبه الآباء لحقيقة دورهم التربوي وأهمية المشاعر الرقيقة والحنان لأبناءهم؟

اتجوزت خلاااااااااااص


يوم 25/10/2007

ودعت العزوبية وانضميت إلى حزب المتزوجات وأصبحت زوجة

عقبالكم كلكم

البحث عن أمل بين ركام الموت




هل يعقل أن يبحث شاب في مقتبل عمره عن أمل وسط رائحة الموت؟!!

هل يعقل أن يغامر شاب في بداية حياته ويلقي بنفسه إلى ظلمات الموت؟!

!هل يعقل أن يترك هذا الشاب بيته وأهله وبلده ويستقل زورق ليشق به أمواج البحار وسط مصير مجهول؟!!
كارثة غرق مركبي الصيد اللتين كانتا تقلان 184 شابًا إلى إيطاليا بطرق غير شرعية لم تكن أول حادثة من نوعها ولن تكون الأخيرة فهؤلاء الشباب الذين يغامرون بحياتهم من أجل السفر والعمل للخارج يموتون في بلادهم كل يوم يموتون من الفقر والجوع والاحتياج والذل في قراهم ومراكزهم التي لا ترى النور، و المحرومة من الخدمات !!!!

!أحمد ... هو أحد ضحايا هذه الكارثة............

مرت السنوات على أحمد ليجد نفسه يقترب من الثلاثين ويعجز عن مساعدة أمه التي تعمل خادمة في البيوت ويفشل في البحث عن أي فرصة عمل في قريته ليسمع من أحد سماسرة تهريب الشباب عن إمكانية تسفيره إلى إيطاليا مثل محمد جاره الذي عاد بعد عدة سنوات ليبني البيت ويشتري الأرض ويتزوج ويقدم الشبكة ويعالج أبوه المريض كل ذلك في مقابل أن يدقع 10 آلاف جنيه لهذا السمسار .

أسرع أحمد واستدان المبلغ من الأهل والجيران والأصدقاء فهذا يدفع مائة وهذا مائتان وهذا ألف لمساندة هذا الشاب الذي تحطمت أحلامه ووجد أخيرًا بارقة أمل تلوح له على سواحل إيطاليا.وبالفعل جمع المبلغ واعدًا أهله وأصدقاءه بأنه سيعيده لهم عندما تطأ قدماه الأراضي الإيطالية ولكن لم يمهله القدر فلم يطأ الأراضي الإيطالية وإنما استقرت جثته في قاع المياه الإيطالية !! بعد أن غرق به المركب الذي يحمل 184 أحمد استدانوا ليهاجروا إلى إيطاليا ويعملوا ويخرجوا من دائرة الفقر....!!!!

وعاد أحمد ... لا ليرد ديونه لأهله ولا ليخفف عن أمه وحدتها بعد أن تركها ولكن عاد في نعش لتتسلمه أمه وسط صراخ وعويل أهل القرية على ضياع ولدهم وأموالهم معه ... وبعد كل هذا اتهم البعض أحمد بأنه يبحث عن الثراء السريع !!!!

أتهموه بالطمع والجشع لأنه حاول أن يعيش ويخرج من الظلام الذي يعيشه!!!

أتهموه بأنه ترك مساعدات الحزب الوطني!! ولجنة السياسات والصندوق الاجتماعي للتنمية وفضل الهروب على متن قارب حقير ليستقر به في قاع البحر المتوسط !!!!

هذه هي قصة أحمد الشاب الريفي الذي يعيش في قرية مصرية لا يصلها إرسال التليفزيون الذي كان يبث وقت غرق أحمد انجازات الحزب الوطني والحكومة، وأرقام الحكومة التي تفيد بتوفير مليون ونصف فرصة عمل للشباب لم يجد أحمد من بينهم فرصة واحدة تناسبه!!!!


علياء عبد الفتاح