قد يستاء القراء من هذا العنوان وقد يغضب مني أبي عندما يراه ولكن ما باليد حيلة .......! .فعملي بمجال الصحافة يفرض علي أن اناقش القضايا والمشاكل التي تواجه المرأة بإعتباري فتاة ... وأرى أن الأولى أنا أناقش مثل هذه القضايا قبل أن أكتب عن الديمقراطية أو الإنتخابات أو الإصلاح أو .......... ، لأنني وببساطة من المفترض أن أكون سفيرة لكل إمرأة و أن أكون لسانها الذي تصرخ به في وجه من ظلمها وإنتهك آدميتها لتقول له " كفاااااااااااااااية " .وسأحاول أن أعرض هذه القضية الشائكة الحساسة بشيئ من التوازن والعقلانية والحياء بإعتباري فتاة مسلمة ولن إنجرف مع من يتشدقن بمطالبتهن بحقوق المرأة والمساواة وإلى ذلك من كلمات رنانة وهم أول من ينتهكوا حقوق المرأة من خلال أساليبهم الفجة والمستفزة في تحدثهم عن المرأة وعن القضايا المحيطة بها أمثال نوال السعداوي مثلا ، واللاتي قد يتطاولن على الشريعة الإسلامية مبررين إن بها بعض الأحكام التي لابد أن تتغير مثل أحكام الإرث وتعدد الزوجات ... إلخ من تجاوزات لا تقبلها أي مرأة مسلمة لله تبارك وتعالى .في البداية دعونا نتفق أن كلمة " تحرش " التي نقصدها لا تقتصر فقط على الإيذاء الجسدي وحسب فهذا مفهوم ضيق للغاية ولكن هذه الكلمة تشمل أيضا الإيذاء المعنوي والنفسي كذلك السمعي والبصري !!!!!!!!!!! .الإسلام الحنيف حفظ الأعراض وأمر الله تبارك وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بعدم الخوض فيها وعدم مساسها ولو حتى بالكلام أو الإشارة ، فشرع سبحانه وتعالى عقوبة من يفعل ذلك وغلظها حتى لا يتهاون الناس في الخوض في الأعراض فقال سبحانه وتعالى في سورة النور " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فأجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هو الفاسقون ".هذا بالنسبة لعقوبة الخوض في الأعراض – ثمانين جلدة - أي الكلام فقط !!!!!!!!!! فما بالنا بعقوبة من يهتك العرض أو حتى يخدشه بكلمة أو نظرة خبيثة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!للأسف ...... وأعيدها للأسف لم تعد المرأة تأمن على نفسها من مثل هذه الممارسات الشاذة اللاأخلاقية التي كما أسلفنا لا تقتصر على الإيذاء المادي فقط ........فالمرأة عندما تخرج من بيتها لعملها أو جامعتها أو مدرستها يبدأ مسلسل الإنتهاكات والإهانات بداية من النظرات الموجهة إليها كالسهام أو الكلمات والألفاظ القميئة التي تخترق آذانها رغما عنها نهاية بالمضايقات التي تلقاها في وسائل المواصلات .....!!!!! الأمر الذي يصل في بعض الأحيان إلى حد الإختطاف .......!!!!! ولا حول ولا قوة إلا بالله .كلها إنتهاكات تتعرض لها المرأة وكأنها أقل آدمية من الرجل وكأن عرضها أصبح مباحا ومرتعا لكل من هب ودب !!!.ونأتي إلى الطامة الكبرى في العمل فالمضايقات والإنتهاكات السابقة قد تكون من أشخاص عابرين أما في العمل فقد يختلف الأمر تماما فهذه الإنتهاكات قد تكون من مسئول أو رئيس مباشر في العمل او زميل وقد تكون بصفة مستمرة وللأسف كثيرات ممن يتعرضن لمثل هذه الإنتهاكات يخافن من " الفضيحة " فيكتفين إما بالإستقالة أو بطلب النقل من هذا العمل و قد تجبر على الصمت لقلة حيلتها وعدم قدرتها على المواجهة إلا مارحم ربي !!!!!فالملاحظ أن أغلبية النساء لا يستطعن مواجهة مثل هذا المواقف بسبب ثقافة المجتمع ونشأتهن فالبنت ربيت على إنها ذات الجناح المكسور ولابد أن تكون هادئة الطباع و مطيعة إلى أخره من صفات يغرزها الآباء والأمهات في بناتهن فضلا عن عدم قدرتها على إتخاذ قرار أو تحملها المسئولية فهي نشأت لتقول نعم وحاضر فقط !!!! فبالتالي لا تستطيع درء مثل هذه المواقف ودائما تشعر بالذنب وتعتقد أنها السبب في مثل هذه التجاوزات وتلوم نفسها و تظل في هذا الصراع النفسي !!!!!!!!!!!!!!وتتفاقم هذه التجاوزات والإنتهاكات إذا كانت المرأة غير متزوجة أو مطلقة أو حتى أرملة ...... !!و للأسف هذا الحال الذي وصلنا إليه يرجع أولا إلى نظرة الأسرة إلى إبنتهم على إنها عورة لابد أن تستر بالزواج فيتولد هذا الشعور بالنقصان لدى كل بنت فترى نفسها دائما على إنها ناقصة وأقل درجة من الرجال ولا تستطيع مواجة أي خطر تتعرض له.!!!!! ولا تستطيع حماية نفسها !!!!!و لا يخفى على أحد أنه إذا أستمر الأمر على هذا النحو سينهار المجتمع بأكمله لأن بنيته الأساسية ليست متزنة فكيف لهذه الأم المنهارة الهشة أن تربي جيلا متزنا سويا ؟؟؟؟وكيف سينهض المجتمع ونحقق إصلاحا إذا كان حالنا هكذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!
No comments:
Post a Comment